الوضوء على الطريقة النبوية: خطواته وسننه
الوضوء عبادة عظيمة لها منزلة كبيرة في الإسلام، وهو شرط أساس لصحة الصلاة. ويقوم الوضوء الصحيح على اتباع هدي النبي محمد ﷺ في الطريقة التي توضأ بها، مع الالتزام بما جاء من فرائض وسنن، والتي سنفصلها لاحقًا تحت عنوان "أركان وسنن الوضوء". وفيما يلي وصفٌ عامٌ للوضوء كما ورد في السنّة النبوية:
1. استحضار النيّة
يُشترط في الوضوء النية، فلا يصحّ إلا بنية رفع الحدث الأصغر الذي يمنع من أداء العبادات. وتُعقد النيّة في القلب دون التلفّظ بها.
2. التسمية
يُستحب أن يقول المسلم في بداية الوضوء: "بسم الله الرحمن الرحيم"، اقتداءً بسنة النبي ﷺ.
3. غسل الكفين ثلاثاً
من السنن أن يغسل المتوضئ كفّيه ثلاث مرات في بداية الوضوء، وهو ما ورد في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث قال:
«دعا بوَضوءٍ، فتوضأ، فغسل كفَّيْهِ ثلاثَ مراتٍ» [رواه البخاري].
وقد ثبت أن هذا الغسل سنة، لأن الكفين لم يُذكرا ضمن الفروض في الآية الكريمة:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ...﴾ [المائدة: 6].
4. المضمضة
وهي إدارة الماء في الفم، ويُستحب تكرارها ثلاث مرات. وقد ورد ذلك في حديث عثمان رضي الله عنه في وصف وضوء النبي ﷺ.
5. الاستنشاق والاستنثار
الاستنشاق هو جذب الماء إلى الأنف، والاستنثار هو إخراجه. يُستحب تكرار ذلك ثلاث مرات، وهو ما فعله النبي ﷺ في وضوئه كما ورد في حديث عثمان.
6. غسل الوجه ثلاثاً
يغسل المسلم وجهه من منابت شعر الرأس إلى أسفل الذقن طولًا، ومن الأذن إلى الأذن عرضًا. ويُستحب أن يكون الغسل ثلاث مرات.
7. غسل اليدين إلى المرفقين ثلاثاً
يغسل يديه من أطراف الأصابع حتى المرفقين، ويُستحب التكرار ثلاث مرات، كما جاء في الحديث:
«ثم غسل يدَه اليُمْنَى إلى المِرفَقِ ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل يدَه اليُسْرَى مثلَ ذلك».
8. مسح الرأس والأذنين
يمسح المتوضئ رأسه مرة واحدة، ويمسح أذنيه من الداخل والخارج، ولا يُكرر المسح، فهو فرض يُؤدى مرة واحدة.
9. غسل القدمين إلى الكعبين ثلاثاً
يغسل رجليه إلى الكعبين، ويُستحب أن يكون ذلك ثلاث مرات. فعن عثمان رضي الله عنه قال:
«ثم غسل رجلَه اليُمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك».
10. الدعاء بعد الانتهاء
من السنة أن يقول بعد الانتهاء من الوضوء:
"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين".

مشروعية الوضوء
شُرع الوضوء بنصوص صريحة من القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ...﴾ [المائدة: 6].
وقد ثبت أن النبي ﷺ كان يحافظ على الوضوء لكل صلاة، وبيّن صفته لأصحابه.
فضائل الوضوء
من رحمة الله تعالى أن جعل الوضوء سببًا لغفران الذنوب ورفعة الدرجات، ومن ذلك:
-
قال ﷺ:
"إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة..." [رواه مسلم].
-
وقال ﷺ:
"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره..." [رواه مسلم].
-
وقال ﷺ:
"تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" [رواه مسلم].
نواقض الوضوء
الوضوء يبطل عند وقوع أحد النواقض التالية:
-
خروج شيء من أحد السبيلين (كالريح أو البول أو الغائط).
-
النوم المستغرق أو الإغماء.
-
مس الفرج مباشرة دون حائل.
-
أكل لحم الإبل على الصحيح من أقوال العلماء.
-
فقدان العقل بأي سبب (كالجنون أو السكر).
صفة الوضوء النبوي
-
النية في القلب.
-
التسمية "بسم الله".
-
غسل الكفين ثلاثًا.
-
المضمضة والاستنشاق ثلاثًا.
-
غسل الوجه ثلاث مرات.
-
غسل اليدين إلى المرفقين ثلاثًا.
-
مسح الرأس، ويشمل الأذنين.
-
غسل القدمين إلى الكعبين ثلاثًا.
-
الدعاء بعد الانتهاء:
"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله..."
أركان الوضوء (الفرائض)
-
غسل الوجه.
-
غسل اليدين إلى المرفقين.
-
مسح الرأس.
-
غسل الرجلين إلى الكعبين.
-
الترتيب.
-
الموالاة.
سنن الوضوء
-
التسمية.
-
غسل الكفين في البداية.
-
المضمضة والاستنشاق.
-
تكرار الغسل ثلاثًا.
-
البدء باليمين.
-
الدعاء بعد الوضوء.
-
إسباغ الوضوء خاصة في البرد أو عند المشقة.
فضائل إضافية للوضوء
-
سبب في محو الخطايا.
-
علامة بارزة للمؤمنين يوم القيامة.
-
من أسباب نيل حب الله، قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].
أخطاء شائعة يجب الحذر منها
-
ترك شيء من أعضاء الوضوء دون غسله.
-
عدم إيصال الماء إلى المرفقين أو الكعبين.
-
الإسراف في استخدام الماء.
-
التهاون في النية أو الترتيب.
-
ترك السنن الثابتة كالمضمضة والاستنشاق.